جهاد دويكات
عدد المساهمات : 10 نقاط : 5412 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 05/03/2010
| موضوع: "القصيدة المكيّة ..!!" الأحد مارس 21, 2010 3:46 pm | |
| القصــيدة المكّــــــيّة للشاعر سميح القاسم
هذه القصيدة كتبها الشاعر سميح القاسم ولكن سلطات الاحتلال البغيض لم تسمح له بالمغادرة لالقائها في مهرجان شعري في السعودية ، لذلك قال القاسم: " لكم كنت أتمنى فيما تبقّى لي من عمر أن أقبّل أرض الحجاز الطاهرة ،وأن أعانق جسدا وقصيدة ،أهلها الطيبين الكرام ،وإلى أن يتحقق ذلك ..إذا أتيح لي أن يتحقق ذلك ..فسأكتفي بحج القصيدة وعمرتها !!" وأنا هنا أحببت نشرها لمحبي الشعر ، مع كل التمنيات ..
أرضٌ؟ أَأَرضٌ تلكَ يا شُعَراءُ أَم تلكَ من فضل السماءِ سماءُ؟ ملءَ الرياحِ تهدَّجتْ كُثبانُها لكأَنَّها في العالمينَ نداءُ بالوحي، قبل نزولِهِ، إيحاءُ ورحابُها صُحُفُ الرسالةِ رحبة وخُطى الرسولِ محبَّةٌ وإخاءُ ولمن تساءَل عن مشارقِ شمسها مَلَكٌ يردُّ عليهِ: تلكَ حِراءُ والوحيُ ينشرُ بالرسالةِ نورَهُ فلتطوِ ليلَ جناحِها الظَّلماءُ أرباضُ مكَّةَ شعشعت آفاقُها وتخومُ يثربَ حكمةٌ وبهاءُ ولدعوةِ التوحيد لهفةُ مقرئ وبلالُ مئذنة دعا فأَفاءوا والمعجزُ الفرقانُ في آياتهِ فقهٌ.. أيسبُرُ غورَهُ الفقهاءُ؟ والسورةُ المشكاةُ ترفدُ سورةً ما حيلةُ الظلماتِ.. يا أضواءُ؟ للجاهليّةِ أن تطيعَ فلولَها للجاهليّةِ أن تلمَّ ذيولَها خزياً ويصلى نارَها الجهلاءُ ولينتشرْ باللهِ نورُ قلوبنا نوراً. وباسم الله عزَّ دُعاءُ يا ربُّ أنت ترى، وعرشكَ قائمٌ والحكمُ حكمُكَ.. ما تشاءُ يُشاءُ وتشاءُ.. عهدكَ أن تشاءَ عدالةًً يحيا بها الأمواتُ والأحياءُ وترى جراحي النازفاتِ بمحنةٍ الموتُ فيها والحياةُ سواءُ! وطني يضيقُ على خُطايَ. وفي فمي ماءٌ. وهانَ دمي. وجلَّ الماءُ والقاسطون تنمّروا وتجبَّروا وتغوَّلتْ في غيِّها الدهماءُ يا ربُّ وانكفأتْ بيارقُ أمَّتي وعلى بلادي هيمنَ الغرباءُ! وجهي تغرَّبَ وجهُهُ. وتغرَّبتْ بيدي يدي. وقصيدتي خرساءُ لا صوتَ إلا صخرةٌ من نارِها قالت وما قالت. وفي أغوارها حِمَمٌ تصيحُ. وشأنُكَ الإصغاءُ يا ربُّ فاسمع صرخةً مقهورةً ما أدركتْها أمَّةٌ صمَّاء يا ربُّ خُذ بيدٍ إليكَ أمدُّها ودمي عليها الحُلْمُ.. لا الحنَّاءُ رتعتْ شعوبُ الأرضِ في أوطانها وتقلَّبتْ في موطني الأشياءُ لا منزلي هو منزلي وتغيّرتْ زيتونتي وتبدَّلت أسماءُ ومحرِّفونَ مُزيِّفونَ استبسلوا وبحدِّ علمي أنَّهم جبناءُ وجبالُنا بالأمسِ غير جبالنا وسهولُنا روميَّةٌ عجماءُ واستشرستْ واستفرستْ أسطورةٌ لتسودَ صهيونيةٌ خرقاءُ وقبورُ أهلي جُرِّفتْ وفنادقٌ غُرستْ على جُثثي. وبُحَّ رجاءُ كتمتْ صداه عواصفٌ هوجاءُ ولعربداتِ البارِ قُبّةُ مسجدٍ وكنيسةٌ تلهو بها الأهواءُ والمسجدُ الأقصى على جرّافةٍ تنزو وينزو خلفها الدُّخَلاءُ من كلِّ ضلِّيلٍ يكذِّبُ صدقَنا وتقودُهُ أكذوبةٌ عمياءُ ولهيكلٍ من أورسالمَ صمتُنا ولَهُم على أنقاضنا ضوضاءُ صلّوا لربِّ الجندِ كل يغتالَنا واللهُ أكبرُ.. جندُه الشرفاءُ لا قتلَ باسم الله.. تلك شريعةٌ تعلو.. وتسقطُ دونَها الغُلواءُ الله أكبرُ.. رحمةٌ ومحبّةٌ وعدالةٌ وشريعةٌ سمحاءُ والله أكبرُ.. لن تمرَّ جريمةٌ باسم السماءِ.. ولن يَغُرَّ طلاءُ وليفقهِ السفّاحُ أن جسومَنا قمصانُنا.. بليتْ.. وهانَ بلاءُ في عُرفنا أرواحُنا أسوارُنا يوم الكفاحِ.. ويُقبلُ الشهداءُ وقصيدةٌ مكّيّةٌ قُدسيَّةٌ مكّيّةٌ ومشيئةٌ عصماءُ والله أكبرُ.. من جحيمِ عذابنا يطفو على أُفق الدماءِ لواءُ! ولنا الحياةُ. ووردةٌ. وسنابلٌ وولادةٌ موعودةٌ وغناءُ ولنا الحياةُ. وسيرةٌ نبوَّيةٌ ومسيرةٌ ميمونةٌ وبناءُ واللهُ أكبرُ. أمّةٌ عادت إلى سيمائِها.. وتباركتْ سيماءُ صلّى على آبائها الأبناءُ.. آياتُها كرمٌ يزفُّ شجاعةً وكرامةٌ وتواضعٌ وعطاءُ وسماحةٌ في صدقها إنصافُها وشهامةٌ شرُفتْ بها البيداءُ واللهُ أكبرُ ثورةٌ روحيَّةٌ نهضتْ بإنسانٍ ساء.. فأساءوا ولدى ذوي القربى شكوتُ مظالمي وحزنتُ.. والقربى سدىً وهباءُ وعلى ذويها مستبدٌّ جاهلٌ ومُدلّسٌ.. بنميمةٍ مَشَّاءُ وقفلتُ من وجعٍ إلى وجعٍ إلى وجعي.. وبي داءُ الحياةِ دواءُ أَمَلٌ - ويأسُ الثائرينَ خيانةٌ - قَدَرٌ أسيرُ بهديهِ وقضاءُ وهززتُ من كتفيهِ شعباً واهناً انهضُ.. فحكمةُ شانئيكَ هُراءُ وانهضْ فأنتَ على كُساحك قادرٌ وانهضْ فأنتَ من الهوانِ براءُ وانهضْ. عيونكَ للسلامِ شواخصٌ وعلى السبيلِ حروبك الشعواءُ وإذا هُزمتَ على الحروبِ فنصرُ من ذبحوا السلامَ هزيمةٌ نكراءُ والنصر باسم الله نصرك فانتصبْ ملءَ الشهادةِ والفداءُ بقاءُ ملء الشهادةِ والبقاء فداءُ!! (الرامة - نوفمبر 2009 | |
|