بودي أن أعرف أحيانا كيف تعمل عقولنا أو أي منطق تستخدمه لتبرير أفعالها أو لفلترة تصرفاتها أو افكارها؟، وأحيانا حين أفكر في تصرفاتنا اليومية المتكررة أجد نفسي أسيرة أسئلة كثيرة عاجزة عن الإجابة عنها، لأنها أسئلة معقدة بقدر تعقيد شخصياتنا وصعبة الفهم بمثل صعوبة فهم نفسياتنا. لكن لنسأل أسئلة سهلة وربما سخيفة، اسئلة تبدأ بلماذا وتنتهي بعلامة استفهام وليس فيها اختيارات ولا تبدأ بالكلمتين المشهورتين "علل ما يلي".
لماذا يشتكي الطالب الراسب من صعوبة الأسئلة ومن تسلط المعلم ولا يشتكي الطالب الناجح من ذلك؟ لماذا رئيسنا في العمل هو السبب الوحيد في قلة انتاجيتنا؟ لماذا نتهم أصدقاء أبنائنا بأنهم سبب تمردهم وأخطائهم بينما لا نشكرهم حين يتصرف أبناؤنا كما نريد أو كما نتوقع أو كما نحلم؟ لماذا تصب المرأة جام غضبها على المرأة الأخرى في حياة زوجها (الزوجة الثانية مثلا) ولا تغضب بنفس القدر من الزوج رغم أنه لم يختر الأخرى تحت تهديد السلاح؟ لماذا نردد وعودا قاطعة حين نكون في حالة حب أو حالة سعادة ثم نعجز عن تنفيذها حين يتغير مزاجنا؟ لماذا تأتي الاتهامات للحكام دائما من الفريق المهزوم وليس الفريق الفائز؟ لماذا لا يشكر الفريق الفائز "الحكم الذي يدير المباراة" بما أن الفريق المهزوم يلوم الحكم؟ لماذا حين نغضب من شخص ما لا نتذكر سوى مساوئه وننسى كل فعل لطيف قام به؟ لمَ لا يصف المتواضع نفسه بالتواضع ولا يصف الطيب نفسه بالطيبة؟ لماذا يريد مطربونا وممثلونا أن يصلوا للعالمية على جناج عمل لم يصل حتى للمحلية؟ لماذا نعجز عن قراءة أنفسنا بينما لدينا القدرة على اختراق نوايا الآخرين ومعرفة خباياهم؟ لماذا نظن أننا نعرف أكثر ممن حولنا ونسارع لإعطائهم آراء قطعية حين يستشيروننا حتى وإن لم نعرف كل تفاصيلهم؟ لماذا نجد الاعذار لأنفسنا بينما نفشل حتى في افتراض حسن النية حين نستقرئ تصرفات الآخرين؟ لمَ نبحث عن الشيكولاته عندما نبدأ في حمية قاسية ونتجاهلها حين نكون بعيدين عن حمى الريجيم؟ لماذا تضيع أشياؤنا بعد أن نرتبها ونلم بعثرتها؟
لابد أن لديكم أسئلة كثيرة تشبه أسئلتي هذه!